عرض المقال
حوار مع مش إخوانى ولكن!
2013-09-13 الجمعه
عندما يبدأ أحدهم الحوار بالجملة الخالدة الكاسحة الماسحة الحارقة المارقة الغريبه المريبة «أنا مش إخوانى ولكن.. » تأكد فوراً أنه إخوانى حتى النخاع، وأنك تتحدث مع بلتاجى متخفٍ أو عريان لابس أو غزلان ضاحك، الفرق هو الكارنيه فقط، ونسبة الـ7% المستقطعة والقسم على المصحف والمسدس والمنشط والمكره، تجده يبدأ معك بأنه كاره للإخوان بل لا يطيق سيرتهم، وفى نهاية الحوار معه يفاجئك بأنه يردد نفس بيانات الإخوانجية بنفس الألفاظ والحروف واللزمات والهمسات واللمسات، مخه مغسول بالجزيرة، يعيش فى شرنقة «الفيس بوك» الإخوانى والتويتر الجماعاتى، ويعالج كبته النفسى بمزيد من الاعتزال فى جيتو الإخوان الأسود، ويتحسر على ضياع مصالحه الاقتصادية السرية الأخطبوطية مع إخوانه الإخوان، دخلت فى حوار مع واحد من هؤلاء أو بالأصح تكعبلت فى حوار وأنا «مش واخد خوانة» لأننى كنت لا أتحدث معه فى حوار سياسى من قبل، فهو صاحب شركة أجهزة طبية، والمدهش أن نصف وقته يقضيه فى بلاد الكفرة الأجانب المارقين الصليبيين الذين هاجمهم فى الحوار، بالرغم من أن أكل عيشه وعماد حياته من إنجازهم العلمى، وبالرغم من أننى فى مثل هذه الحالات التى لا جدوى من الحوار فيها، لأن إقناع هؤلاء من رابع المستحيلات والحوار مع حجر رشيد أسهل من الحوار معهم، أتوقف وأغير دفة الحوار أو أعتذر عن مواصلته إلا أننى فى هذه المرة أخذنى الفضول وواصلت حتى أعرف كيف تفكر مثل هذه النماذج، وما هى طريقة صياغتهم لتلك الأفكار المشوشة، المهم أن هذا الشخص طرح عدة أفكار كان من الممكن أن ترفع الضغط وتحدث الجلطة وتنتهى بالشلل الرباعى مثل:
- لم يمت أى ضابط فى رابعه!! لا تندهشوا، أقسم بالله قال هذه الجملة، وعندما أبديت دهشتى رد قال وإيه دليلك؟ الضباط والعسكر دبحوا المسالمين بتوع رابعة وكل اللى قاله الإعلام عن أن فيه ضباط ماتوا فى رابعة كدب!!
- فى السنة التى حكمنا فيها مرسى هل شاهدت أى دماء فى الشوارع والراجل كان مطول باله ع الآخر! وعندما سألته عن دماء الاتحادية أنكر، وعندما سألته عن دماء جنود رفح أنكر، وعندما قلت له إن الأخطر من القتل فى الشارع هو تقنين خروج القاتل الإرهابى إلى الشارع والعفو عنه والاحتفاء به، وهو ما فعله الرئيس المعزول، الذى كان يخطط لهذا اليوم الذى سيحتمى فيه من الشعب بهؤلاء القتلة وتحت مظلة شلة الإرهابيين من أهله وعشيرته.
- عملتوا إيه واستفدتوا إيه من أن الإخوان تركوا الحكم، ماكنتوا تسيبوهم شوية وهم حيصححوا نفسهم! وكأن قدرنا هو التجريب فينا من الفشلة الذين لا يعرفون فضيلة الندم ولا ثقافة الاعتذار ولا مفهوم التصحيح، فهم الفرقة الناجية التى لا يخذلها الله والأيادى المتوضئة التى لا يمسها الدنس، وكأن هذا التغلغل والتمكين الأخطبوطى الإخوانى الذى وصل إلى كل مفاصل الدولة، كان هيناً وبسيطاً، وما بالنا لو ظل الأربع سنوات، وعندما تركناه ماذا فعل؟ فعل العار والدمار، فعل خيانة وتفريطاً وإعلاناً دستورياً كريهاً وفشلاً داخلياً وخارجياً وتقزيماً لمصر، حيث صارت عزبة المرشد التى يديرها مندوبه ودميته وناظر عزبته داخل القصر.
- مرسى كان منتخباً، وهل مبارك لم يكن منتخباً؟ وهل كنت تتصور أن أيمن نور سيكسب مبارك حتى ولو سيطرنا على التزوير الذى خطط له الحزب الوطنى؟ قمنا بالثورة على مبارك وأطاح به الشعب ولم نسأل عن دستورية انتخابه ومشروعيته بل سألنا عن التوريث واستفزنا الفساد، وكذلك الوضع فى مرسى الذى لم يحقق فى تزوير المطابع الأميرية ومنعت جماعته أقباط الصعيد من التصويت وأعلنوا النتيجة قبل موعدها، كوسيلة ضغط ولوى ذراع وتركيع مسبق وإحراج علنى عالمى، فلا تقل لى منتخبا أو غير منتخب، قل لى خائن أم وطنى هذا هو المعيار.
كانت هذه بعض النقاط والحجج التى أطلقها فرد فى قبيلة أنا مش إخوانى ولكن.. وهى قبيلة لها نفس البصمات الذهنية والنفسية الإخوانية، ولها عقل مغسول بأفضل مساحيق الغسيل التى تجعل العقل أكثر بياضاً وفراغاً وكبتاً وغلاً وإرهاباً.